حين يتكلم الناس في حفظ السنة..تراهم يهملون أن أول من أسس لهذا بتوفيق الله عز وجل هو رسول الله نفسه صلى الله عليه وسلم..أو يقال إن الله حفظها أول ما حفظها به عليه الصلاة والسلام..ومن المسالك التي سلكها في بيان هذه الحقيقة:-

-ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت” ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسرد كسردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من يجلس إليه” أخرجه الترمذي ..وقول أنس “يكرر الكلام ثلاثا ثلاثا” أخرجه البخاري
وقول ابن مسعود ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة” رواه البخاري وغيره

-الوعيد الشديد بمن يكذب عليه -عليه الصلاة والسلام..-
في الحديث المشهور جدا من طرق كثيرة جدا “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”
وهذا حفظ من جهة النفي عن السنة ماليس منها..وهو أصل علم الإسناد

-الحث على التحديث عنه..
كقوله “نضر الله امرءا سمع مقالتي ووعاها فأداها كما سمعها فَرُبَّ مبلغ أوعى من سامع”
أخرجه الترمذي وأبو داود..
وقوله “اكتبوا لأبي شاه” مخرج في الصحيحين
وقوله لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه”اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ”
رواه أحمد وغيره..

-تخصيصه أباهريرة..رضي الله عنه بالدعاء..لتفريغه لذلك..
ومعلوم أنه أحاديث أبي هريرة لم تكد تدع بابا من أبواب الشريعة إلا أصابت بسهم..
بل نهيه عن الكتابة في البدء..هو من حفظ السنة..لأن حفظ القرآن والعناية به في المقام الأول..كان سببا عظيم في تفريغهم للعناية بالسنة في المرحلة اللاحقة..من باب فقه ترتيب الأولويات..

-تخصيصه السيدة عائشة بالحب..فهذا وإن كان عاطفة صادقة محضة..إلا أنها رضي الله عنها أهل لذلك..فهي عالمة الأمة التي أجمع النقاد أنه لا أعلم منها في النساء..كما حكاه الزهري..

هذا والله أعلم