وقفت على ردٍّ للشيخ الألباني رحمه الله في مقدمة «مختصر العلو» يردّ به على أبي زهرة فيما نقله عن ابن تيمية، يقول فيه (ص 39):
رويدك يا فضيلة الشيخ فأنت تعلم أن ابن تيمية لا يفسر الاستواء بشيء مما ذكرت وإنما بالعلو وكتبه طافحة بذلك، فلماذا أوهمت القراء خلاف الواقع فهلا جريت على سننك في نقل أقوال ابن تيمية وأنت تشرح عقيدته ورأيه أم ضقت ذرعا بالتزام النقل الصحيح فأخذت تنسب إليه ما ليس بصحيح تارة بالتلويح كما فعلت هنا وتارة بالتصريح كما فعلت في كتابك الآخر (المذاهب الإسلامية) إذ قلت في بحث ( السلفية ) والإمام ابن تيمية (ص 320):
( وهكذا يثبتون كل ما جاء في القرآن والسنة عن أوصافه سبحانه . . . . ويثبتون الاستقرار على العرش )
فأين رأيت ابن تيمية يقول بالاستقرار على العرش علما بأنه أمر زائد على العلو وهو مما لم يرد به الشرع
قلت: رحمك الله يا شيخ شيوخنا، لقد صدق أبو زهرة في نقله، ولم تصب بإنكارك عليه.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (5/404):




وإن كان قد نقل ذلك عن ابن قتيبة، لكنه قال في (5/519):
وهو ظاهر في أن هذا هو الذي يختاره شيخ الإسلام رحمه الله.
وقد بيّن رحمه الله أن الاستواء على الشيء يرد في لسان العرب ويراد به العلو والاعتدال والاستقرار عليه، ومن فسره بمعنى العلو فقد فسره بجزء معناه وليس في ذلك نفي لباقي المعاني.
وقد بيّن في موضع آخر ثلاثة فروق مهمة بين العلو والاستواء:
الأول: أن علو الله ليس مختصا بالعرش فالله فوق كل شيء أما الاستواء فهو أخص من العلو وهو خاص بالعرش دون غيره من المخلوقات
الثاني: أن العلو وصف لازم له سبحانه كالعظمة والكبرياء لا ينفك عنه بحال، بينما الاستواء فعل يفعله سبحانه بمشيئته وقدرته بدلالة قوله ثم استوى على العرش
الثالث: أن العلو من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع، بينما الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر.
فقال في (5/522-523):
فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما الاستواء فهو فعل يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته؛ ولهذا قال فيه:


ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر. وأما علوه على المخلوقات فهو عند أئمة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع
وقال في (17/374-375)
ورحم الله الشيخ الألباني، حيث أنكر ذلك فقال (ص 15):
وهذا يسلتزم نسبة الاستقرار عليه الله تعالى وهذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل
وقدكان يريد الحق ويسعى إلى التنزيه، فخطؤه مغفور له إن شاء الله.
وهو مسبوق في إنكار ذلك، فقد صرح الإمام الذهبي في ترجمة (البغوي) أنه لا يعجبه تفسير (استوى) بـ (استقر)
والحق أحق أن يتبع، ولا مزيد على ما وضحه شيخ الإسلام رحمه الله من هذا المعنى.
تقول:
وهل عندما ينقل شيخ الإسلام عن ابن المبارك وكثير غيره من أهل السنة فيقول:
هل هذا لازم قول أم قول صريح؟
هدانا الله وإياك.
وتقول:
والله ما ألزمهم بل نقل قولهم بمعناه وقد نقله ابن تيمية بلفظه، فهلا فهمت المسألة قبل الاعتراض؟
وقول ابن المبارك وغيره من أهل السنة عندك: بـــــــــاطـــ ــــــل!!!!!
وتقول:
وهل ترى أنت تفسيرهم ذلك: باطل؟!!! كما قلت قبلُ: وهذا باطل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وتقول:
أولا: إذا كان معنى صحيحا فهل أنت ممن يثبت المعنى الصحيح للفظ ويفوض الكيف، أم أنك ممن يفوضون المعاني الصحيحة؟!!!
ثانيا: ما معنى جمعك بين (علا وارتفع) و (قصد) ولا يطلقان على معنى واحد؟
لن أرد عليك بل سأترك شيخ الإسلام يرد قولك. قال في مجموع الفتاوى (ج 5 / ص 521)
وقال:
وفي قوله كفاية.
ثالثا: ما معنى قولك بعد ذلك: (وغيرها) وما هي تلك المعاني الأخرى التي أجملتها في هذا اللفظ؟
الآن تيقنت أنك لم تقرأ كلام شيخ الإسلام في المسألة أصلا.
يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (ج 17 / ص 374)
فهل تعرف هذا المعنى الواحد الذي أراده شيخ الإسلام؟
وتقول:
فهل ابن المبارك وكل من وافقه ليسوا عندك من أهل السنة؟
اللهم رحماك.
وتقول:
وما هو قول الحسن وقول مالك؟
أي: ما هو المعنى المعلوم للاستواء عندهما؟
أيسر لك السؤال أكثر لتتمكن من فهمه: بماذا فسّر الحسن ومالك الاستواء؟
أمهلتك سبع سنين كسني يوسف لتجيب هذا السؤال اليسير.
وتقول بعد ذلك:
فمعنى ذلك أنك تجد تعارضا بين القولين!
فأكرر السؤال: بماذا فسّر الحسن ومالك الاستواء على العرش؟
وتقول في النهاية:
أنت لأن تفهم طريقة أهل السنة وكلامهم أحوج منك لأن تفهم طريقة خصومهم.
رحم الله السراج البلقيني حيث يقول:
الأخ شريف:
ألا يكفيك قول ابن المبارك ومن تابعه حتى ابن تيمية؟
أمّا إن كنت تقصد طبقة الصحابة وطبقة التابعين خصوصا -وهو ظاهر كلامك- فمَن منهم صح عنه قول: القرآن غير مخلوق ؟
أرجو أن تفهم مقصد كلامي.
والله ولي التوفيق.
أهل السنة يثبتون معنى الصفة ويفوضون الكيف.
لا أعلم في ذلك خلافا
فقول القائل:
لا معنى له، وإلا فهذا يلزم أيضا في تفسير استوى بمعنى ارتفع. فهل تنفي الارتفاع كصفة لأنها لم يرد بها القول؟
وقولك:
فإذا كان صحيحا فلمَ لا تثبته؟
وقول الآخر:
فهذا يبين أن معتقد أهل السنة في الأسماء والصفات غير واضح عند كثير من المنتسبين لمنهج اهل السنة.
فالسؤال الذي لا بد أن يوجه للجميع.
هل أنتم على منهج أهل السنة في إثبات معنى الصفة المعروف في لسان العرب وتفويض الكيف أم لا؟
فإذا كانت الإجابة: لا.
فلا معنى لمناقشتكم لأن الكلام موجه لمن هم على منهج اهل السنة.
وإذا كانت الإجابة: نعم.
ونحسب هذا هو جواب جميع رواد هذا المجلس المبارك.
فيكون السؤال التالي هو:
هل من معاني الاستواء الاستقرار أم لا؟
فإن كانت نعم لزمكم إثباته بغض النظر عن عدد من نقل عنهم أو أسانيد ذلك النقل.
والله الموفق.
منذ متى وأهل السنة يثبتون اسم الصفة كصفة، أما معناها فلا؟
هذا أشبه بمذهب المفوضة منه بمذهب أهل السنة.
والله المستعان.
هذا الكلام من ( أعجب ) و ( أغرب ) ما يمكن لمسلم أن يسمعه فضلا عن أن يقوله ، ما بالك بأن يعتقده ؟!!!
ما الفرق – أخي الحبيب – بين إثباتنا أن الاستقرار ( من ) معاني الاستواء ، وبين إثباتنا إياه – الاستقرار – صفةً لله عز وجل ؟
أنثبتُ وننفي في آنٍ ؟!!!
يارب علمنا إنك على كل شيء قدير
فاذكر لي نص من الكتاب او السنة على إثبات أن القرآن غير مخلوق.
أهذا حال من ينتسبون إلى أهل السنة؟
ماذا تركنا لأهل البدع من الحجج الواهية؟
اللهم غفرانك.
اعذرني إذا قلت لك إنك لم تفهم المسألة من أصلها.
فسؤالي لك الآن، وأرجو الإجابة عنه دون زيادة ولا نقصان؛ لأن على أساس الإجابة سأكمل المحاورة.
أنت تثبت صفة الاستواء على العرش لله تعالى، هذا لا أشك فيه إن شاء الله.
والآن السؤال:
ما معنى استواء الله على العرش عندك؟
لاحظ شرطي جيدا إجابة تامة لا نقص فيها يستدرك، ولا زيادة تحذف.
ما معنى قولك الصفات توقيفية؟
وأسأل: هل تثبت لله مثلا (اللمس) أم لا؟
وهذا لم يرد بنصه لا في الكتاب ولا في السنة.
أرجو الإفادة ولي في هذا الموضوع مبحث لعلي أفرده بمشاركة بعد قراءة الرد.
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
عجبا لا فهمت كلام شيخ الإسلام ولا حتى كلامي، لقد قلتُ بالحرف الواحد
فهل تعلم واحدا فقط من أهل السنة فسر الاستواء على العرش بالقصد كما فعلتَ وجعلته من جملة المعاني كـ (علا) و (ارتفع)
أمهلتك ما تشاء من الأيام والشهور والسنين والدهور أن تأتي بنقل واحد عن اهل السنة والجماعة يثبت القصد من معاني الاستواء على العرش.
واعذرني فأنت تحتاج أن تتعلم اللسان العربي أولا لتعرف الفرق بين:
(استوى على) وهو موضوعنا.
و(استوى إلى) وهو موضوع آخر.
وصدق القائل:
(التحدي بالعلوم غريزة في الطبع، لا يصبر عنه الجهال، ولأجله كثر الخلاف بين الناس، ولو ينكث من الأيدي من لا يدري، لقل الخلاف بين الخلق)
ما زلت لا تفرّق بين (استوى إلى) و (استوى على)
فما حيلتي معك لترجع إلى الحق:
من كان يخلفُ ما يقو *** لُ فحيلتي فيهِ قليله
يا أخي:
ائتني بنقل واحد فقط لا غير عن أهل السنة في تفسير (استوى على العرش) -وليس (استوى إلى السماء)- بـ (قصد ) كما صنعت
وكفاك من هذا التحايل.
أنا لست في حرب حتى تهنئني بالفوز.
بل أنا منافح عن العقيدة السلفية وأئمة السلف ممن تطاولوا عليهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
أمّا قولك:
فهذا لا يحتاج إلى ردّ فوالله ما قاله قبلك عالم ولا جاهل ولا عاقل ولا ………….
فهنيئا لك أنك أول من يقول: إن (صعد) بمعنى (عمد) و (قصد).
وطبعا آخر من يقول ذلك أيضا، فلا أظن انك ستجد من يتابعك عليه.
وأقول كما قال الإمام الجليل:
((لقد آن للشافعي أن يمد رجليه))
فهو يجهل ويجهل أنه يجهل.
فقول الفيروزآبادي هو في تفسير استوى إلى السماء:
وقد سبق نقل مثله عن ابن تيمية وغيره.
لكن….
هل لديك نقل واحد عن عالم أو جاهل أو عاقل أو ………..
على قولك:
اعلم وفقك الله إن ( صعد ) و ( عمد ) و ( قصد ) بمعنى واحد .
لكن من الواضح أنك لم ولن تفهم، لا ما تقرأ ، ولا ما تكتب.
ــــ
وما زلت أسألك أيضا:
هل لديك نقل واحد عن واحد من أهل السنة (أخشى أن تستشهد لي بأحد المتكلمين فلا يبعد ذلك على مثلك) في تفسير: (استوى على العرش) بمعنى قصد
فوالله ما رأيت مثل هذا قبل الآن!!!!!!!!!!!!!!!!
ما علاقة ما نقله ذلك الـ…. عن الفيروزآبادي بما قاله
إن الفيروزآبادي ينقل ما جاء في معنى (استوى إلى السماء) من تفسيرات، وهو مسبوق بذلك.
تفسير الطبري (ج1 / ص 429)
وقال بعضهم:”ثم استوى إلى السماء”، عمدَ لها. وقال: بل كلُّ تارك عملا كان فيه إلى آخر، فهو مستو لما عمد له، ومستوٍ إليه.
وقال بعضهم: الاستواء هو العلو، والعلوّ هو الارتفاع.
تفسير البغوي (ج 1 / ص 78)
{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ } قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: أي ارتفع إلى السماء. وقال ابن كيسان والفراء وجماعة من النحويين: أي أقبل على خلق السماء. وقيل: قصد لأنه خلق الأرض أولا ثم عمد إلى خلق السماء.
مجموع الفتاوى – (ج 5 / ص 403)
وهكذا تأول هؤلاء قوله تعالى { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } قالوا قصد وعمد
مجموع الفتاوى – (ج 5 / ص 521)
ومن قال : استوى بمعنى عمد : ذكره في قوله : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } لأنه عدي بحرف الغاية كما يقال : عمدت إلى كذا وقصدت إلى كذا
فالعزو إليه دون هؤلاء سفول من سفول
ومن الواضح أن الـ… ليس لديه خبرة في البحث حتى في المعاجم، فما نقله عن القاموس موجود في غيره:
تهذيب اللغة (ج 4 / ص 340)
وقال الزجاج: قال قوم في قوله عز وجل: (ثم استوى إلى السَّماء) عَمَدَ وقَصَد إلى السماء، كما تقول فرغ الأمير من بلد كذا وكذا، ثم استوى إلى بلد كذا وكذا، معناه: قصد بالاستواء إليه. قال: وقول ابن عباس في قوله:(ثم استوى إلى السماء) أي صعد
ولكن ما علاقة ذلك بهذا القول الذي أُقسم على قسم شيخنا الفاضل الجليل عيد بن فهمي بل وأزيد عليه أنه ما قاله أحد من العالمين سوى أبي عمر
ومن أراد أن يبحث عن معنى (صعد) أيها الـ… فيبحث عنه في باب الدال ، فصل الصاد.
وليس في باب الواو والياء ، فصل السين!!!!!!!!!!!!!
ولكن كما قال إمام اللغة الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى:
الناس أربعة:
رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه
ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه
ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.
فسبحان ربي
ما أصبرَ شيخنا عليك!!!!!!!!!!!!!!!!
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي مشاهدة المشاركة
فخذها يا أبو (الصواب: أبا) امامة تنفعك في دينك .
ولا تنسى (الصواب: تنس) تخبر شيخك الأزهري بما وجدته الآن عند الفيروزآبادي .
صدق الله { إنما يخشى الله من عباده العلماء }
فعلا:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله …. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
لن أزيد على ما ردّ به الأساتذة الفصحاء عليك.
كنت أظنك تعاند وتكابر أن تقبل الحق.
لكن من يعاند ويكابر يحتاج إلى عقل يعرف به الحق أما من لا عقل له فكيف يكابر؟
وأعدك أني سأخبر شيخي الجليل الأزهري بـ…..
ولكن دعني آتيك بمثل طريف على كلامك وما يؤدي إليه فهمك الـ….:
أنت رأيت في القاموس المحيط: باب الواو والياء ، فصل السين
واسْتَوَى: اعْتَدَلَ، والرَّجُلُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ أو أرْبَعينَ سَنَةً و إلى السماءِ صَعِدَ أو عَمَدَ أو قَصَدَ
فاستنبطت من ذلك أن:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر السلفي
( صعد ) و ( عمد ) و ( قصد ) بمعنى واحد .
فلو جاء من هو مثلك ولا أظن أن في العالمين من بلغ مبلغك من الـ…. ورأى في القاموس المحيط: باب النون ، فصل الجيم
الجَوْنُ: النَّباتُ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِهِ، والأحْمَرُ، والأبْيَضُ ،و الأسْوَدُ، والنَّهارُ.
فسيستنبط من ذلك كما استنبطت أنت أن:
(الأبيض) ، و (الأسود) بمعنى واحد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!
وقد روي عن جعفر الصادق رحمه الله مثل ما نقله الأخ الكريم أبو شعبة عن الخليل:
الرجال أربعة:
رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه
ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه
ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه
ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
وصدق الله:
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
وأردد مع شيخنا الكريم حفظه اله ورعاه:
يا بؤس للجهل ضرار بأقوامِ